Home / مدينة تارودانت / السياحة / السواقي التقليدية

السواقي التقليدية

اهتدى سكان تارودانت منذ عهود قديمة إلى استخدام أساليب الري وإقامة النزع والخزانات المائية وفي نفس الوقت اهتموا باستغلال مياه وادي سوس عن طريق ربطه بشبكة من القنوات والسواقي.

وحتى يتمكنوا من السيطرة على مياه الري ويحسنوا تنظيم استغلالها ، اهتموا بالبحث عن العيون والينابيع التي سقيت مياهها لتطعيم السواقي المخترقة للمدينة أو  المارة بجوارها في إنشاء هذه السواقي منذ العهد المرابطي قبل أن تتسع في ظل السعديين والعلويين.

تأخذ السواقي انطلاقتها عند وادي سوس شرق تارودانت وتخترق المدينة وضواحيها قبل أن تلتقي في جهتها الغربية.

وأهم هذه السواقي :

ساقية تافلاكت : المنطلقة عند أفريجة، فقبل الوصول إلى الطالعة تمر عبر باب الخميس وباب اولاد بنونة وتسير بمحاذاة الواد الواعر، ويعتقد أن الساقية من إنشاء القائد المرابطي عمر الفلاكي الذي سميت باسمه. وقد مددت الساقية زمن السعديين لتعبر الواد الواعر عبر قناة محكمة البناء، وترتكز على أقواس ودعائم.

ساقية تاملالت : تنطلق شمال شرق تارودانت عند أولاد عرفة وتنساب مياهها موازاة مع ساقية تافلاكت من جهة الجنوب قبل أن تخرج شمال باب تارغنت صوب الكلالشا.

ساقية تارغنت : التي تأخذ انطلاقتها مشرق تارودانت عند سيدس بورجا وتمر جنوب المدينة قبل الإلتقاء مع الساقيتين عند الزيدانية فيصبح مسارها شماليا. هذه الساقية تساهم في ري 183 هكتارا لكل من أولاد الغزال، زاوية سيدي داوود، الزيدانية، الصهريج والحومر.

كانت مياه السواقي تستغل لسقي الأراضي الزراعية من حقول وبساتين ولإدارة الأرحية المستعملة لعصر قصب السكر خلال العصر السعدي، وذلك بعد تجميعها في خزانات وصهاريج صخمة. فهذه المياه تعد مياهها عمومية تستفيد منها الأراضي الزراعية المجاورة للسواقي. وللسهر على حسن توزيع هذه المياه جرت العادة أن يختار رجل ثقة توكل إليه مهمة ضبط ومراقبة التوزيع والاستغلال. ويعرف هذا الرجل بأمزال، وتعتقد الطريقة المتبعة محليا في توزيع مياه السواقي على مبدأ الحصص والتناوب حسب المعيار الزمني المصطلح عليه باسم الطابة أو اليوم  ومقابل الاستفادة من مياه السواقي يطالب المستفيدون بالتطوع في أعمال حفر وإصلاح وتنظيف السواقي.

وتستفيد من هذه المياه أيضا المساجد والزوايا والسقايات العمومية والحمامات والمدارس العلمية. غير أن هذه السواقي التي طالما شكلت عنصرا هاما من عناصر تراث المدينة الطبيعي والحضاري أصبحت اليوم عرضة لأخطار بيئية، ديموغرافية، اجتماعية عمرانية ومناخية. فقد تراجعت مياه السواقي بسبب زحف العمران، واستفحال الجفاف والتلوث واستنزاف المياه الجوفية بسبب السقي العصري الذي قضى على أشكال وأساليب الري التقليدي من سواقي وخطارات ونواعير.

 saguia1
Scroll To Top